أعلنت اللجنة العالمية لمنظمة اليونسكو ÙÙŠ شهر تموز/يوليو الماضي دخول لبنان رسمياً إلى “ذاكرة العالم†من خلال دراستين موثقتين عن الأبجدية الÙينيقية وآثار نهر الكلب. ويشكل هذا الØدث علامة Ùارقة ÙÙŠ تاريخ لبنان الØديث ÙˆØاÙزاً له على ضرورة استمراره ÙÙŠ تأدية دوره القديم.
ÙˆÙÙŠ تÙاصيل القضية أن اليونسكو تنبهت لغنى لبنان الثقاÙÙŠ والØضاري Ùأوعزت إلى اللجنة الوطنية اللبنانية بإنشاء لجنة مهمتها البØØ« والتنقيب عن الوثائق التاريخية بهد٠إدخالها ÙÙŠ سجل ذاكرة العالم، بعدما عمدت اليونسكو ÙÙŠ Ùترة سابقة إلى إدراج بعض المواقع الأثرية ÙÙŠ التراث العالمي. وبعد اجتماعات ومناقشات عدة تم اختيار موضوعين للعمل عليهما. يتعلق الأول بالأبجدية الÙينيقية وتطورها ويتناول الثاني لوØات نهر الكلب الأثرية.
ويقول عالم الآثار والاجتماع الدكتور إبراهيم كوكباني الذي أعد الدراستين إن لبنان، ومنذ Ùجر التاريخ، معرو٠عالمياً بالإبداع الأدبي والÙني والثقاÙÙŠ والÙلسÙÙŠØŒ وكانت له بصمات ÙÙŠ تاريخ البشرية ÙÙŠ مختل٠الميادين، وهذه نقطة إيجابية ÙÙŠ Øياتنا الثقاÙية والأدبية والعلمية، ولا تنØصر هذه الإيجابية ÙÙŠ الدراستين الاثنتين اللتين Ø£Ùدرج لبنان على أساسهما ÙÙŠ “ذاكرة العالمâ€ØŒ بل بكل ما يتمتع به لبنان ومنذ Ùجر التاريخ.
الأبجدية الÙينيقية
انطلقت الدراسة الأولى عن الأبجدية الÙينيقية من الوثائق المتواÙرة والمدونة على قطع أثرية معظمها Ù…ØÙوظ ÙÙŠ المتØ٠الوطني. وهذه الكتابات مدوّنة على الØجر والخشب والØديد وورق البردي. يشكل بعضها قاعدة تماثيل، وبعضها الآخر مدوّن على النواويس الØجرية وعلى قطع من البرونز والرخام.
ويضي٠الدكتور “كوكباني†أن أهمية الإبداع الÙينيقي بما أعطاه للعالم، وأن Ùينيقيا بØكم موقعها بين Øضارتين مختلÙتين مصر وبلاد ما بين النهرين، وما ترتّب عن هذا الموقع من تعاط٠مع هاتين القوتين العظميين آنذاك، كل ذلك دÙعها إلى ابتداع نمط من التعاطي الكتابي لتسهيل الأعمال. وعليه Ùقد أتقن الÙينيقي التدوين بالهيروغليÙية والمسمارية اللتين من خلالهما كان يلبي Øاجات زبائنه ÙÙŠ مصر وبلاد ما بين النهرين تجارياً بطلبات مدونة باللغتين. وكان هذا التدوين باللغتين يرهقه ويأخذ وقته إلى أن تÙتقت الØيلة عنده، وبدلاً من أن يدون الأشياء بالØر٠التصويري ابتدع طريقة التدوين بالØر٠الصوتي.
وعن أهمية الأبجدية الÙينيقية، ÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± “كوكباني†أن الÙينيقيين اختصروا الصورة بالصوت وابتدعوا ما ÙŠÙعر٠اليوم بالسمعي البصري. ÙÙŠ البداية استعاضوا عن رسم آلا٠الØرو٠ب 22 ØرÙاً ثم ب28 ØرÙاً Øسب الØاجة. وتلقÙت بلدان اليونان ومصر وبلاد ما بين النهرين هذه الأØر٠واعتمدت Øاجتها منها لأنه كان Ùيها اختزال Ùكري. Ùبدل أن تكون الكلمة مصورة Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ø¨ÙŠØ± عنها بنبرة Ø£Øادية أي بالØرو٠الأبجدية.
آثار نهر الكلب
أما الدراسة الثانية والمتعلقة بآثار نهر الكلب Ùقد شكلت الكتابات واللوØات المنطلق لهذه الدراسة، Ùمجرى النهر كان مسكوناً منذ العصور الØجرية. ونظراً لموقعه الاستراتيجي كان التل المشر٠على البØر يق٠Øاضراً وسداً ÙÙŠ وجه الغزاة الذين عمدوا إلى النقر بالصخر. ÙØ£Øدثوا بنقرهم ثلاث طرق للتمكن من ولوجه والعبور منه. وكان كل غاز٠عندما يعبر المكان يضع لوØØ© تذكارية تؤرخ لهذا الØدث.
وقد Ø£Øدث الغزاة ثلاثة دروب Ù…ØÙورة بالصخر. الطريق المصري وانشأه رعمسيس الثاني Ùرعون مصر ÙÙŠ القرن الثالث عشر قبل الميلاد، والطريق الآشوري ÙÙŠ عهد نبوخذ نصر ÙÙŠ أوائل القرن السابع قبل الميلاد، والطريق اليوناني Ùالطريق الروماني والعربي. وجميعهم وضعوا لوØات تؤرخ لدخولهم. ويشير الدكتور “كوكباني†إلى أن اللوØات الموجودة ÙÙŠ موقع نهر الكلب والتي بنى عليها دراسته موزعة كما يلي:
ثلاث لوØات مصرية باسم رعمسيس الثاني ويتØدث Ùيها عن Øربه ÙÙŠ الشرق وانتصاره على قادش.
ست لوØات آشورية لنبوخذ نصّر، ولوØØ© لنبوخذ نصر الثاني.
لوØتان يونانيتان تØملان كتابات بالØرو٠اليونانية.
لوØØ© رومانية بØرو٠لاتينية.
لوØØ© بالإنجليزية.
لوØØ© بالÙرنسية للامبراطور نابليون بونابرت الثالث.
لوØØ© بالعربية تعود إلى السلطان سي٠الدين برقوق.
لوØØ© الجلاء الشهيرة.
لوØØ© جلاء “الإسرائيليين†عن لبنان وتÙعر٠بلوØØ© الاستقلال.
ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± “كوكباني†أن مجموع هذه اللوØات وما تضمنته من كتابات تشكل بØد ذاتها كتاباً Ù…ÙتوØاً من تاريخ لبنان القديم والØديث، وقد شكلت إثباتاً موثقاً لضرورة إدراج لبنان ÙÙŠ خريطة “ذاكرة العالم†وهذا ما يؤكد أن لبنان قائم منذ Ùجر التاريخ، وأن الأوطان ليست مساØØ© بل قيمة تاريخية وثقاÙية ÙˆØضارية.
|