المسجد الأقصى القلب النابض لمدينة القدس الشرقية

عمان-محمد ساري

قال تعالى: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (صدق الله العظيم).الإسراء/ 1

يقع المسجد الأقصى داخل أسوار القدس في الزاوية الشرقية الجنوبية، وهو مساحة مسورة، حيث إن سوره الشرقي متَّحد مع سور القدس. ويشكل المسجد الأقصى مضلعا له أربعة أركان غير منتظمة. ويقع على تلة من تلال بيت المقدس الأربعة التي تقع عليها مدينة القدس المسوَّرة. والمسجد الأقصى هو المسجد الوحيد في العالم قاطبة الذي يضم تفاصيل عديدة من مبان: حواكير، قباب، أسبلة مياه، مصاطب، مغاور، أروقة، مدارس، برك مياه، أشجار، محاريب، منابر، مآذن، أبواب، آبار، ومكتبات. وتبلغ مساحته 142 دونماً.

والمسجد الأقصى ليس هو قبة الصخرة المشرَّفة ذات اللون الأصفر، فالمسجد الأقصى ذو الأقواس السبعة والأبواب الرئيسية السبعة، هو المسجد الذي خصَّه الله بما سبق من مميزات. ويقع تحته المسجد القديم. وفي الجهة الجنوبية الشرقية يقع المسجد المرواني.

خصائص المسجد الأقصى

وللمسجد الأقصى صفات وخصائص مشهورة :

1.    فهو أول القبلتين حيث اتجه المسلمون، بعد فرض الصلاة، بصلواتهم إليه نحو سبعة عشر شهرا.

2.    وهو ثاني المسجدين حيث بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما.

3.    وهو ثالث المساجد الشريفة التي تشد إليها الرحال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا"ØŒ

4.    مسرى ومعراج رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

5.    وجِدَ على أرض باركها الله في كتابه العزيز، وصلى على أرضها جميع الأنبياء والرسل مع رسولنا الكريم ليلة الإسراء والمعراج .

أما الأبواب التي ستصل بك إلى المسجد الأقصى وما تراه في داخل ساحاته، فهي: باب الأسباط حيث ترى من خلاله مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية ومئذنة باب الأسباط والمدرسة الغادرية وسبيل باب حطة، باب حطة حيث ترى مدارس ورياض الأقصى الاسلامية والمدرسة الباسطية، باب الملك فيصل والذي يؤدي إلى المدرسة اللاتينية والمدرسة الفارسية والمدرسة الملكية وغيرها، باب الغوانمة، باب الناظر، باب الحديد، باب القطانين، باب المطهرة، باب السكينة، باب السلسلة، وباب المغاربة.

تاريخ عمارة المسجد الأقصى

ويعود بناء المسجد الأقصى إلى العهد الأموي. وحافظ علية العباسيون حيث رممه في عهدهم أبو جعفر المنصور. وما هي إلا مدة قصيره إذ هدم جراء هزة أرضية، فبناه الخليفة المهدي في سنة 163هـ/780م. أما الفاطميون فقد أنقذوا المسجد من هذه الهزة الأرضية سنة 425 هـ/1034م، حيث قام الخليفة الظاهر بترميمه.

وفي العهد الصليبي 493 هـ/1099م عيث بالمسجد فسادا، وغيرت معالم المبنى خاصة ومعالم المسجد عامة. وقد حولوا قسماً من هذا المبنى إلى مساكن للفرسان والقسم الآخر إلى كنيسة حتى استرده صلاح الدين الأيوبي عام 583 هـ/1187م وعمَّره.

وأمر صلاح الدين بإحضار منبر نور الدين زنكي فأُحضِر، حيث وضع في المسجد الأقصى المبارك. وسار الأيوبيون على نهجه، ومن بعدهم المماليك، ثم العثمانيين، ونال عناية خاصة في العهد الأردني.

وفي سنة 1389هـ الموافق 21/8/1969م أُحرِق المسجد الأقصى والتهمت النيران المنبر والسقف الخشبي للجزء الجنوبي الشرقي منه.

وزيادة في الإيضاح، نقول إن قبة الصخرة المشرفة بنيت في العهد الأموي ولا زالت تقف شامخة كأنها تاج لمدينة القدس بلونها الذهبي. أما القلب النابض لمدينة القدس الشرقية، والجزء الذي لا يتجزأ من عقيدة المسلمين، فهو المسجد الأقصى المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يحفظه من كل سوء.