العرب أونلاين 19/10/2005
ØµØ¨Ø§Ø Ù…ÙˆØ³Ù‰
منذ قديم الزمن والسودانيون يشتهرون بØبهم لرمضان والاØتÙاء به، ولرمضان ÙÙŠ السودان نكهة ومذاق خاص، Øيث تبدأ الاستعدادات لاستقباله منذ شهر رجب.
ومع Øلول شهر رجب تبدأ الØركة ÙÙŠ الأسواق التي تزدØÙ… ببضائع رمضان المعروÙØ©ØŒ ولكن ما يلÙت النظر هو أن ربات البيوت السودانيات اعتدن على تجديد كل أواني المطبخ اØتÙالاً برمضان وذلك بشراء أطقم جديدة للعشاء والشاي والقهوة والصواني للشربات والعصائر.
وللارتÙاع الكبير ÙÙŠ درجات الØرارة، ابتكر السودانيون الكثير من وسائل تخÙي٠شدة الØرارة والعطش ومنها الØلو المر وأبري وغيرهما.
"الØلو مر"
أكثر ما يميز السودانيين ÙÙŠ رمضان هو "الØلو مر"ØŒ وهو مشروب يبدأ إعداده مع مطلع الشهر الكريم، لونه شديد الاØمرار، وتجد النساء صعوبة ÙÙŠ صنعه، بيد أن أثره Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ إطÙاء العطش يهون كل مشقه.
ويتكون الØلو مر من مقطعين يعبران عن مدلول مهم ÙÙŠ عمل هذا المشروب، Ùهو Øلو ÙÙŠ طعمه ومذاقه كما أنه صعب ÙÙŠ صناعته، Ùهو يصنع من نوع معين من الذرة يتم زراعتها داخل المنازل ÙÙŠ جوالات من الخيش أو البلاستيك، وعندما ØªØµØ¨Ø Ø£ÙˆØ±Ø§Ù‚Ø§ وجذورا تقطع وتكون Ù…Øملة بقدر كبير من السكريات والبروتينات، ثم يجÙÙ ÙÙŠ الشمس ويخلط بأنواع أخرى من التوابل ويخمر لاكتساب المزيد من السكريات، ويوضع على النار ÙÙŠ شكل رقائق سميكة تجÙÙØŒ ثم يوضع ÙÙŠ آنية خاصة. ويمكن أن يبقى بشكله المميز لعدة أشهر Øيث يبل ÙÙŠ الماء لعدة ساعات ويصÙÙ‰ ماء هذا الخليط للشرب ويضا٠إليه قليل جدا من السكر وكذلك يوضع به الثلج ليقدم بشكل أساسي على مائدة رمضان ÙÙŠ السودان.
وتعر٠عملية تØضير عجينة "الØلو مر" "بالعواسة"ØŒ وتعتبر عملية معقدة وطويلة بØيث أنها تستغرق عدة أيام كما يشارك Ùيها العديد من نساء الØÙŠ.
ويطلق على "الØلو مر" مسمى آخر يعر٠بـ"الأبري"ØŒ وهى كلمة تتكون أيضاً من مقطعين وتعنى "أب" أي عاد Ùˆ"ري"ØŒ ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø¯Ù„ÙˆÙ„ الكلمة هنا أن الصائم قد ارتوى بعد العطش، وهذه خاصية كبيرة لهذا المشروب الذي يبطل الشعور بالعطش.
ومنذ عدة سنوات كان السودانيون يستخدمون أبري للطعام وليس Ùقط لإعداد المشروبات وذلك عن طريق وضع بعض الرقائق البيضاء ÙÙŠ الماء Øتى تلين.
ومع تغير أنماط الØياة وزيادة الاعتماد على الطعام المعد والجاهز لم تعد النساء يجدن الوقت لإعداد "الØلو مر" ÙÙŠ المنزل لأنه ÙŠØتاج إلى عدة أيام والكثير من المشقة ÙÙŠ إعداد العجينة الخاصة بهذا المشروب.
وبالرغم من Ù…Øاولة المتاجر إنتاج الØلو مر Ùإن ربات البيوت يشتكين من أن الجاهز لا يكون بنÙس الجودة التي يصنع بها ÙÙŠ المنزل. ويباع الجردل ÙÙŠ الأسواق السودانية بØوالي ثلاثين أل٠جنيه سوداني، أي ما يعادل (12) دولارا وهذه الكمية لا تكÙÙŠ أسرة صغيرة.
وعلى الجانب الرسمي ÙÙŠ السودان تقوم الأوقا٠السودانية ومؤسسة الزكاة بتوزيع المنتجات التموينية من السكر والأرز وغيرها على الÙقراء.
الإÙطار ÙÙŠ الطرقات
ومنذ القدم يلازم تناول الإÙطار ÙÙŠ شهر رمضان عادة خروج الرجال من المنازل، Øيث يجلسون ÙÙŠ الطرقات لتناول طعام الإÙطار جماعة، ويؤدون الصلاة سويا، ثم يجلسون لشرب العصائر وعلى رأسها "الØلو مر".
ويشكل تناول الإÙطار عادة اجتماعية أصيلة Ùيها الكثير من قيم التعاون، Øيث ÙŠØضر كل شخص طعاما من منزله، وتختلط الأواني جميعا بØيث لا يمكن أن تعر٠من جلب هذا أو ذاك، ويأكل الÙقير والغني من الطعام ذاته. ويكون هذا الطعام متاØا للÙقراء ويشاركهم الذين لا يدركون طعام الإÙطار أو ينقطع بهم السبيل مع موعد الإÙطار وبالتالي لا Øاجة إلى العديد من موائد الرØمن.
وتعد موائد رمضان ÙÙŠ السودان سانØØ© للتعار٠بين الجيران، Øيث تمتد جلسة "الونسة" إلى أذان العشاء، وربما يصلي من تبعد منازلهم عن المساجد ÙÙŠ المكان ذاته.
وتعتبر أيضاً هذه المائدة متاØØ© للضيوÙØŒ Ùضي٠الشخص الذي ينتسب إلى مجموعة هو ضي٠المكان كله.
وبجوار "الØلو مر" تضم مائدة رمضان اللØÙ… المجÙÙØŒ Øيث يتم شراؤه قبل شهر تقريبا من رمضان، ويقطع ÙˆÙŠÙ…Ù„Ø ÙˆÙŠØ¬Ù٠ثم ÙŠÙرم ويترك جاهزا للاستعمال، ويتم معه تجÙي٠البصل وتØميره لوجبة شهيرة بالسودان تعر٠بـ"الشرموط" ويؤكل مع العصيدة ورقائق الكسرة الشبيهة بالخبز، كما نجد أيضاً على المائدة وبشكل مميز "البليلة" وهي عبارة عن الØمص وأنواع من البقوليات المسلوقة أو Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ÙˆÙ‚ وبجانبها توجد "الويكا".
ابتهالات رمضانية
تتنوع مظاهر الاØتÙال الاجتماعية والدينية عند السودانيين، Ùتمتلئ المساجد ÙÙŠ ليالي رمضان بالمصلين، وتبدأ المساجد ببرنامج يومي صباØÙŠ للنساء وللأطÙال للتدريب على تجويد ÙˆØÙظ القرآن وأخرى للÙقه والسيرة، وبعد صلاة العصر هناك Ù…Øاضرات دينية داخل المساجد يصØبها معارض للكتب الدينية الصغيرة والمأثورات.
وتشهد صلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø§Ø²Ø¯Øاما ملØوظا بالمصلين من الرجال والنساء والأطÙال، وتصلى دائما بجزء من القرآن ويتخللها أدعية وابتهالات ويختتمون الليلة Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙˆÙŠØ©.
وهذا النوع من الÙنون ينتشر كثيرا ÙÙŠ السودان، Ùهناك الكثير من Ùرق Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙˆÙŠØ© التي ÙŠØبها الناس، وأشهرها Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø´ÙŠØ® "عبد الرØيم البرعي" شيخ السودان كله، ودائما لا تخلو الإذاعة ولا التلÙزيون السوداني من هذه Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ùهي ركن أصيل ÙÙŠ نشرة البرامج وخاصة ÙÙŠ رمضان.
أما مظاهر الترÙيه ÙتنØصر على طبقة الأغنياء منهم، Ùتقدم الÙنادق المشهورة عدة برامج بعد الإÙطار مباشرة مثل المسرØيات، ÙˆÙرق للنكات، ÙˆÙرق موسيقية. كما كانت تنتشر من قبل الخيام الرمضانية ولكنها ألغيت منذ 3 سنوات تقريبا، وذلك لتقديمها أنواعا صاخبة من الÙÙ† والموسيقى، الأمر الذي لا يتمشى مع الشهر الكريم، بالإضاÙØ© إلى أن السودانيين أنÙسهم ملتزمون بالÙطرة ويرÙضون هذه المظاهر ÙÙŠ رمضان.
وأهم ما يميز التلÙزيون السوداني ÙÙŠ رمضان بجانب البرامج الدينية برامج المسابقات التي تقدم جوائز كثيرة، ويقبل الناس على هذا النوع من البرامج إقبالا شديدا، وعند توزيع الجوائز تلاØظ Øضورا كبيرا ومتابعه أكبر لمشاهدي هذه الاØتÙالات ÙÙŠ التلÙزيون.
الصوÙية ÙÙŠ رمضان
ÙÙŠ هذا الشهر الكريم يعمل أهل الصوÙية على تكثي٠ممارسة طقوسهم الدينية من قراءة الأوراد والابتهالات، كما تكث٠أيضا Øلقات الدروس الدينية قبل صلاة المغرب، وبعد الإÙطار تبدأ جلسات الإنشاد الدينية.
وتقام Øلقات الذكر (التي تعر٠بالØضرة) بمصاØبة الطبول والدÙو٠بعد صلاة التراويØØŒ ويرجع أهل الطرق الصوÙية استخدام هذه الآلات إلى المظاهر الصاخبة ÙÙŠ العصر الأموي والعباسي مما اضطرهم وقتها إلى استخدام هذا النوع البسيط Øتى لا يتلÙوا الأمن الاجتماعي للشباب المسلم، على Øد تعبيرهم.
أما برنامج الخلوة (وهي المكان الذي ينعزل Ùيه الطلبة Ù„ØÙظ القرآن) Ùهو يمارس Ù†Ùس الطقوس العادية ÙÙŠ غير رمضان وبنÙس Øياة الزهد. وتعمل بعض الطرق على تقسيم طلبة الخلوة إلى مجموعات، تطلبهم الأسر والمنازل ليشاركوهم الإÙطار طيلة رمضان.
وتØتÙÙ„ الطرق الصوÙية بمناسبات معينة يتم الاØتÙال بها ÙÙŠ رمضان مثل ليلة السابع عشر من رمضان (غزوة بدر) وكذلك ÙØªØ Ù…ÙƒØ©ØŒ ويبدءون اØتÙالاتهم بكلمات عن هذه المناسبات ثم إنشاد ديني ومدائØ.
كما يتم ØªØ±Ø´ÙŠØ Ù…Ù† هو أكثر اجتهادا من أهل الطريقة لأداء Ùريضة الØج، ويعد هذا مكاÙأة من الخليÙØ© (شيخ الطريقة) لكل مجتهد.
ويهتم رجال الطرق الصوÙية ÙÙŠ السودان بإقامة العديد من موائد الرØمن للصائمين ولغير المسلمين خاصة الوثنيين المنتشرين ÙÙŠ جنوب السودان.
ويÙطرون على نبات يسمى (القرض) من شجرة السنط، وهو عبارة عن ثمر شديد المرارة وجاÙØŒ وبه Øبة سوداء من الداخل، لونه أسمر وينقع ÙÙŠ الماء ويشرب دلالة على التذلل.
ويعتقد الصوÙية أن الشخص الذي ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ شربه يكون إنسانا صادقا ومن لم يقدر Ùيكون على نقيض ذلك. ومن الناØية العلمية يعد هذا النبات مطهرا جيدا للمعدة. |