"كاريبو" .. زنجبار

القاهرة- منير الفيشاوي

 Ø¥Ù† عبارة الترحيب التي دائماً ما تقرأها أو تسمعها أينما حللت في زنجبار، هي "كاريبو زنجبار" وهي تعبير باللغة السواحيلية يعني "مرحباً بك في زنجبار".

واللغة السواحيلية شأنها شأن الثقافة السواحيلية خليط ما بين اللغات والثقافات الفارسية والعربية والهندية، ولكن بنكهة أفريقية، وهي اللغة الرسمية الأولى في البلاد، كما يتحدثها بعض أبناء الدول المجاورة بمنطقة شرق أفريقيا.

وتتكون زنجبار من أرخبيل صغير من الجزر أهمها: جزيرة "أونغوجا"، والتي يطلق عليها اسم جزيرة زنجبار، وجزيرة "بيمبا" وعدد آخر من الجزر الصغيرة المحيطة التي تقع جميعها في المحيط الهندي قبالة سواحل شرق أفريقيا وبالتحديد "تنزانيا" والتي ترتبط زنجبار بها سياسياً.

ويبلغ مجموع مساحات جزر أرخبيل زنجبار 2332 كيلو متراً مربعاً، ويبلغ تعداد نفوس زنجبار زهاء المليون نسمة، يدين معظمهم بالدين الإسلامي بالإضافة إلى أقليات مسيحية وهندوسية، ويرى الزائر المساجد التي تجاورها الكنائس والمعابد الهندوسية، والجميع يمارسون شعائرهم الدينية في حرية وأمان واطمئنان.

ضرورات للسفر

وبالنظر لموقعها المداري والمتاخم لخط الإستواء، تتعرض زنجبار لموسمين ممطرين، أولهما في الفترة الواقعة ما بين شهري مارس/آذار ومايو/أيار حيث تهطل الأمطار بغزارة وكثافة هائلة، وثانيهما ما بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني وهو موسم أقل غزارة وكثافة في هطول الأمطار من سابقه، لذا ينصح بتفادي زيارة زنجبار خلال موسم الأمطار الغزيرة، كما ينصح بالتطعيم، قبل السفر بفترة ضد الحمى الصفراء وحمل شهادة التطعيم، وكذلك تناول حبوب الوقاية من مرض الملاريا الشائع هناك، كما ينصح بارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والبنطلونات لتفادي لدغات الناموس الحامل للمرض.

زنجبار .. جزيرة محتشمة!

وتعد زنجبار من الأماكن المحافظة والمحتشمة، حيث إنه لا يسمح بالخروج من الفنادق أو التجول بالشوارع بملابس الشاطئ أو التنورات القصيرة، كما أنه من المحظور تناول المشروبات الكحولية في الأماكن العامة، كما أنه ممنوع منعاً باتاً التعري بالشواطئ أو تناول الأطعمة أو المشروبات بالأماكن العامة خلال ساعات الصيام في شهر رمضان، ويحظر أيضاً تصوير الغير أو المناطق العسكرية أو المصلين بالمساجد أثناء وقت الصلاة دون استئذان مسبق، مما يعكس التزاماً عالياً بقواعد وآداب الدين الإسلامي الحنيف.

ويمثل التسوق متعة خاصة في زنجبار، وتتشابه طبائع السلع التراثية هناك مع مكونات اللغة السواحيلية التي يتحدثها مواطنو زنجبار وتنزانيا، حيث إن التوابل الهندية والحلى الذهبية والمصنوعات اليدوية والمفروشات ذات الطابع العربي والفارسي، تأتي في مقدمة السلع الجاذبة للسياح والتي من الممكن شرائها من البازارات والأسواق الحديثة أو الشعبية أو حتى من البائعين المنتشرين على الأرصفة هنا وهناك بالشوارع والحارات والأزقة على حد سواء.

والأطعمة.. أيضاً سواحيلية

ويتشكل المطبخ الزنجباري من مأكولات ذات طابع هندي وفارسي وعربي، أشهرها دجاج التنور والكاري والبرياني الهندي والعربي والأرز بالزعفران الفارسي علاوة على المأكولات البحرية والتي يتم إعدادها بعشرات الطرق.. جميعها يتبارى مع قرينه في الرائحة الزكية والنكهة المتفردة والطعم اللذيذ. وتتعامل جزيرة زنجبار بالعملة المحلية لتنزانيا وهى "الشلن" الورقي ومعدني.

أما الخوض في تفاصيل معالم زنجبار السياحية فقد فضلنا إرجاءه لحين زيارتنا المرتقبة إلى هناك تلبية لدعوة هيئة السياحة التنزانية لمكتب المجلة بالقاهرة والتي بعث بها السيدان بيترموينغو مدير عام هيئة السياحة في تنزانيا ونائبه كوز غامبا، والتي سيتم تلبيتها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة بإذن الله. فإلى لقاء قريب من تنزانيا وزنجبار.