العراق: نهضة سياحية مرتقبة في شماله وأخطار كبيرة تهدد آ

صدر العدد الجديد من مجلة السياحة الإسلامية، وفيه ملف عن العراق وماضيه الحضاري، وكذلك واقع السياحة في المنطقة الشمالية منه. وقد كتب وليد عبد الأمير علوان مقالا عن الماضي العلمي العراقي وذلك من خلال المدرسة المستنصرية التي تذكر المصادر التاريخية أن الخليفة العباسي المستنصر بالله قد أوعز ببنائها سنة 625 هجرية 1228 ميلادية، وأنه أنفق عليها من المال ما يعجز عنه الحصر. وكان الغرض من إنشائها، هو أن تكون مدرسة يتم فيها تدريس كافة العلوم الدينية وفق المذاهب الأربعة، وكذلك العلوم الأخرى كالطبية والفلكية والرياضية، والفلسفية. وفي المقال وصف كامل للمدرسة من حيث البناء والأساتذة والطلاب ومحيطها قديما وحديثا.

وقام جيف هان بسفرة في شمال العراق، فكتب عن التحولات التي يشهدها شمال العراق سياحيا، وتأثيرات الوضع الأمني أيضا. ويطلق البعض على المنطقة تسمية "سويسرا الشرق الأوسط"، وتوقع لها الكاتب مستقبلا سياحيا باهرا. وكتبت كارين دابروفسكي مقالا عن تراث العراق القديم، وأسبقية أهله في مجالات عديدة، ومنها الكتابة والأدب والاقتصاد والديانة والحرب، ثم عرجت على الوضع الحالي والمخاطر التي تتعرض لها المواقع الأثرية، جراء الاحتلال وحالات النهب الكثيرة.

وكتب إيان ستولكر مقالا عن مدينة ورزازات المغربية التي تشتهر بصفاء سمائها وكثرة ما يشاهد فيها من نجوم، ولكنها أيضا تمتاز بتنوع ثقافة أهلها وبقربها من الجبال والصحراء. ومن أهم المعالم التي تشتهر بها ورزازات هي القصبة، والقلاع القديمة، وبضمنها آيت هدو، التي يصفها مسؤولو السياحة بأنها قلعة مدهشة. وهي جزء من التراث العالمي الذي أقرته اليونسكو وقد ظهرت في عدد من الأفلام، ومنها فيلم لورنس العرب.

وفي العدد مقال عن ليبيا التي تخرج الآن من عزلتها الدولية وتطرح نفسها أمام السوق السياحية العالمية كوجهة سياحية مهمة. وهناك التنوع الجغرافي في ليبيا، بحر وجبال وصحراء، والآثار الرومانية المهمة. وتقترح المقالة أن تكون ليبيا وجهة سياحية تربوية.

ينتهز الغالبية العظمى من الجزائريين فرصة حلول شهر رمضان المعظم ليؤكدوا التزامهم بأداء الشعائر الدينية. وقد زار مندوبنا منير الفيشاوي الجزائر السنة الماضية أثناء شهر الصوم والغفران، وكتب بمناسبة الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم هذا العام تقريرا عن الطعم الجزائري لشهر رمضان. وقد وصف الإفطار في ايام الشهر الفضيل، وكيف أنه يبدأ في المسجد، حيث يتناولون التمر واللبن داخل المسجد، ثم يؤدون صلاة المغرب جماعة، ويبقى من يبقى ويغادر البعض الآخر إلى منازلهم لتناول الإفطار مع أسرهم، حيث يبدأ استئنافه بتناول الشوربة بأنواعها والتي تختلف نوعيتها حسب المنطقة أو الولاية، بعد ذلك يأتي دور الحلويات والقهوة والشاي الأخضر.

وزار عبد الله شتيوي الجهني مدائن صالح أو الحجر وكتب عنها تقريرا مفصلا، ذكر فيه أن الحجر كانت مقرا لقوم ثمود. وقد سيطر اللحيانيون على الحجر بعد أن قضوا على السيادة الديدانية بالعلا واستمر حكمهم حتى تغلب الأنباط عليهم. وفي الحجر آثار ثمودية ونبطية ولحيانية قديمة، ويبلغ عدد المدافن في مدائن صالح 131 مدفناً منها 32 مدفنا عُرف تاريخها وتعود إلى الفترة من العام الأول قبل الميلاد وحتى العام  75ميلادي.

وقضى دومينيك ميرل أياما في روندا الأسبانية واستمع فيها إلى العديد من القصص حول بقايا جثمان المكتشف المعروف كولومبوس، حيث أخبره الأهالي أنها مدفونة عندهم، كما أنه اتخذ روندا محطة لزيارة عدد من المدن المحيطة بها.

وكتب ديريك مكغرورتي مقالين، أحدهما عن القاهرة، وصف فيه متاحفها وأهرامات مصر العريقة واشتكى من ضوضاء المواصلات. وأما مقاله الثاني فكان عن زيارته لمدينة أنطاليا التركية، وهي تمتاز بشواطئها الرملية وجبالها ومتحفها الذي يعرض آثارا رومانية وإغريقية.

وتعتبر بروناي واحة من واحات السلام والهدوء، ويجد فيها جميع السياح ما يعجبهم. ويقدم هذا العدد تعريفا بنوع جديد من السياحة في بروناي وهي سياحة الغوص. وتمتاز بروناي بأنها تملك مياها وشواطئ بكرا وغنية بالحياة البحرية المتنوعة التي يشتاق إليها هواة الغوص.

وتقدم السياحة العالمية مثالا للتعايش السلمي والتسامح والتعارف بين الثقافات، ولذا فإن السياحة، بقدر ما هي استجابة لحاجات إنسانية، فهي مكروهة وهدفا للإرهابيين في بلدان مختلفة. ويطرح الدكتور علاء الحمارنة دراسة دقيقة لظاهرة الإرهاب وتأثيرها على السياحة.

وناقش الأستاذ عبد الصاحب الشاكري، ناشر المجلة، أهمية السياحة في الدستور العراقي الجديد، وكذلك تحديد الأوضاع القانونية والأخلاقية والاقتصادية للسياحة ضمن نصوص الدستور. وأقترح على أعضاء لجنة كتابة الدستور أن يعطوا أهمية كبرى للسياحة ومتطلباتها التنموية بكل أبعادها، حيث إنها تشمل كافة المعالم التاريخية والدينية والحضارية والمستقبلية والثقافية والصناعية والعمرانية، وعلى رأسها حرية السفر من وإلى العراق، خاصة وأن العراق تحيطه ست دول، كل منها له مميزات سياحية ودينية عالمية لا تتوفر في أي مجموعة متجاورة من الدول. والسياحة فيما بين هذه الدول وبينها وبين دول العالم لا تضاهيها أية ثروة أخرى، فيتطلب أمر استيعابها ثورة في الدساتير التي ينطلق منها العمل.

وهناك تقارير عن مشاركة المجلة في معارض سياحية دولية في الصين وتركيا، وانطباعات عن زيارة إلى محمية ضانا في الأردن، كتبها جميعا مندوب المجلة في الأردن معتز عثمان الذي مثّل المجلة في هذه النشاطات.

ومن الجدير بالذكر أن مجلة السياحة الإسلامية تصدر باللغات العربية، الإنكليزية، الفرنسية والأسبانية، وقريبا بالألمانية، ولها موقع ألكتروني: (www.islamictourism.com) تجدون عليه جميع أعداد المجلة، وكذلك نشرات سياحية أسبوعية بجميع اللغات المذكورة. والمجلة ترحب باقتراحاتكم وملاحظاتكم ومقالاتكم التي يمكن إيصالها عن طريق الموقع نفسه.