العدد 63
سياØØ© نشر الÙضيلة، الأنبياء نموذجا
يتص٠الأنبياء والرسل عن غيرهم من البشر بغزارة المعرÙØ©ØŒ Ùˆ نور العقل، وقوة التواصل بالعباد، مع مواصÙات الصبر والتØمل والترØال، وقد Øباهم الله بكل هذا من أجل تسهيل نشر الدعوة والرسالة المنوطة بهم، للتعري٠بوØدانية الله وعظمة خلقه.
ودأب الكثير منهم إلى التوجه إلى أماكن معينة ÙÙŠ أزمنة معينة، Ùجمعوا بين الجغراÙيا والتاريخ بمواقعم هاته التي نسجوا Ùيها الأØداث، ونالوا Ùيها التجارب. وبهذا يمكن القول: إن الأنبياء ÙÙŠ الدرجة الأولى قد سبقونا ÙÙŠ مجال البØØ« والتنقيب والترØال والتواصل والإستكشاÙØŒ ثم تبعتهم جماعة من الرØالة الجغراÙيين والعلماء والÙقهاء والشيوخ وطالبي المعرÙØ© كل Øسب برنامجه وغايته، وبعبارة أخرى ابتدأت السياØØ© بمÙهومها القديم مع هؤلاء السابقين، ÙˆØتى الكتب السماوية (والقرآن ÙÙŠ المقدمة) لم تخل من ذكر مواقع ومنتجعات (سياØية) من جبال وسهول ووديان ومزارات وبØار لها ارتباط بأØداث عاشها الأنبياء والرسل:﴿رَبَّنَا Ø¥ÙÙ†Ùّي أَسْكَنت٠مÙÙ† Ø°ÙرÙّيَّتÙÙŠ بÙوَاد٠غَيْر٠ذÙÙŠ زَرْع٠عÙندَ بَيْتÙÙƒÙŽ المÙØَرَّم٠رَبَّنَا Ù„ÙÙŠÙÙ‚ÙيمÙوا الصَّلاةَ Ùَاجْعَلْ Ø£ÙŽÙْئÙدَةً Ù…Ùّنَ النَّاس٠تَهْوÙÙŠ Ø¥ÙلَيْهÙمْ وَارْزÙقْهÙÙ… Ù…Ùّنَ الثَّمَرَات٠لَعَلَّهÙمْ يَشْكÙرÙونَ﴾ (إبراهيم:37) .
وما سÙينة Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام إلا نموذجا لوسائل النقل السياØÙŠ بمعناه العريض ÙÙŠ العصور الغابرة على غرار (سÙينة تيتانيك) ÙÙŠ عصرنا الØديث والتي أغرقتها أمواج المØيط ÙÙŠ رØلة سياØية. Øيث قال الله تعالى ÙÙŠ كتابه : "وقيل يا ارض ابلعي ماءك Ùˆ يا سماء أقلعي Ùˆ غيض الماء Ùˆ قضي الأمر واستوت على الجودي Ùˆ قيل بعدا للقوم الظالمين" (سورة هود الآية 44). وقد بØØ« الأسلا٠سابقا عن البلدان الآمنة ذات بيئة طبيعية لجعلها منتجعات للإستجمام والإقامة.." بÙسْم٠اللَّه٠الرَّØْمَن٠الرَّØÙيم٠وَالتÙّين٠وَالزَّيْتÙون٠* ÙˆÙŽØ·Ùور٠سÙينÙينَ * وَهَذَا الْبَلَد٠الْأَمÙين٠" (سورة التين ).ØŒ وها Ù†ØÙ† ÙÙŠ عصرنا بدورنا تستهوينا المنتزهات الخضراء للإصطيا٠والتخييم، ÙÙŠ بلدان سياØية آمنة مطمئنة ذات خدمات جيدة. ÙˆÙÙŠ القرآن الكريم ما يكÙÙŠ من أنواع السياØØ© Øيث ذكرت Ùيه السماوات والأرض والجبال والسهول والبØار والنجوم والثريات...
إننا لن نتمكن من ذكر كل الرØلات السياØية الدينية لكل الأنبياء والرسل كتابة وصورة، لأننا لو أردنا ذلك Ùلن يكÙينا كل الورق الذي تصنعه معامل العالم ÙÙŠ تدوين سياØØ© الأنبياء والأولياء الصالØين والرØالة الجغراÙيين والÙقهاء والشيوخ، وسو٠نكتÙÙŠ Ùيما يلي ببعض النماذج الخاصة لكل Ùئة منهم رضي الله عنهم ورØمهم الله.
الأنبياء والرسل
أرسى النبي Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام وأبناؤه سÙينته ÙÙŠ مكان ما ليقيموا Ùيه بإذن الله، وتعد هذه ثاني رØلة وسÙرية مشهورة لنبي من أنبياء الله، بعد الرØلة الÙضائية السياØية الكبرى التي أرادها الله سبØانه وتعالى لآدم ÙˆØواء، لتكون بذلك أول رØلة سياØية بشرية ذات غاية ومغزى من الجنة إلى منتجع طبيعي خلقه الله ÙÙŠ كونه الÙØ³ÙŠØ (الأرض)ØŒ وسخر كل ما Ùيه لخليÙته الإنسان : "ÙˆÙŽØ¥Ùذْ قَالَ رَبÙّكَ Ù„ÙلْمَلاَئÙكَة٠إÙÙ†Ùّي جَاعÙÙ„ÙŒ ÙÙÙŠ الأَرْض٠خَلÙÙŠÙَةً قَالÙواْ أَتَجْعَل٠ÙÙيهَا Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙÙْسÙد٠ÙÙيهَا وَيَسْÙÙك٠الدÙّمَاء ÙˆÙŽÙ†ÙŽØْن٠نÙسَبÙÙ‘Ø٠بÙØَمْدÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽÙ†ÙقَدÙّس٠لَكَ قَالَ Ø¥ÙÙ†Ùّي أَعْلَم٠مَا لاَ تَعْلَمÙونَ" (سورة البقرة 30-31) ØŒ وجعل كل الØيوانات، والعناصر الأربعة من (تراب، ونار، وماء، وهواء) ÙÙŠ خدمة السائØين الجدد آدم ÙˆØواء الواÙدين من الجنة إلى الأرض. أما الرØلة الثالثة المشهورة ÙÙŠ التاريخ لن تكون سوى رØلة نبينا إبراهيم عليه السلام التي ابتدأت من جنوب العراق من موقع مدينة أور الأثرية الواقعة قرب مدينة الناصرية، زوروا المسار الإبراهيمي على موقعنا: www.islamictouris.com وانتهت بواد غير ذي زرع عند بيت الله الØرام: Øيث لم يكت٠عليه السلام بالإقامة السياØية الدينية ØŒ بل ساهم ÙÙŠ الإستثمار السياØÙŠ الديني Øيث بنى معلمة دينية، لازالت شاهدة على ÙˆØدانية الله يؤمها الØجاج من كل بقاع العالم، وتدر موارد دينية وثقاÙية ومالية لا نظير لها ÙÙŠ السياØØ© العالمية، إنه بيت الله الØرام المقدس.
نختتم مقالتنا برØلة خاتم الأنبياء التي بلغت بيت المقدس والسموات السبع بأمر وقدرة الله سبØانه وتعالى والتي تجلت ÙÙŠ الآية الكريمة: ﴿سÙبØَانَ الَّذÙÙŠ أَسرَى بÙعَبدÙه٠لَيلاً Ù…Ùّنَ المَسجÙد٠الØَرَام٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ المَسجÙد٠الأَقصَى الَّذÙÙŠ بَارَكنَا Øَولَه٠لÙÙ†ÙرÙÙŠÙŽÙ‡Ù Ù…ÙÙ† آيَاتÙنَا Ø¥Ùنَّه٠هÙÙˆÙŽ السَّمÙيع٠البَصÙيرÙ﴾ (الإسراء: 2)
أي مسيرة أعم وأوسع وأبعد وأسرع من مسيرة خاتم الأنبياء مقارنة بأي سياØØ© توصل الإنسان لها بÙضل العلم والقدرة على الØركة والتواصل الإنساني إلى يومنا هذا.
لقد أنعم الله على نبينا Ù…Øمد صلى الله عليه وآله وسلم بجعله مثلاً للتواصل الإنساني.
والله ولي التوÙيق
عبد الصاØب الشاكري
|