العدد 42
لنجعل الأنهار صلة وصل سياØية ما بين الدول التي تمر منها
قبل صدور العدد42 من السياØØ© الإسلامية بأيام قليلة، قمت بزيارة عائلية للعراق Øيث تجولت ÙÙŠ عدة مدن ،أذكر منها بغداد التي تÙقدت عدة مناطق منها، وأثار انتباهي صبيب Ùˆ جريان نهري دجلة والÙرات وبقية الوديان الÙرعية التي تصب Ùيهما لأنني أعيش ÙÙŠ جزيرة تقع ÙÙŠ وسط نهر التايمز الذي تزخر ضÙاÙÙ‡ بالØركة السياØية، أو من خلال التنقل Ùيه بواسطة القوارب واليختات الخاصة والعامة التي تنقل Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† منطقة إلى أخرى على طول النهر داخل بريطانيا. ÙˆØاولت ببديهتي وتÙكيري أن أقارن بين النموذجين البغدادي Ùˆ اللندني، وبالتالي أن أستنتج الÙرق الكبير ما بين الإستÙادة البريطانية والأوربية سياØياً من أنهرها وما بين إهمالنا لأنهرنا ÙÙŠ العراق (وربما ÙÙŠ دول عربية أخرى)ØŒ وعلى طول مسارها عبر الدول التي تأتي منها وخاصةً تركيا وسوريا من جهة Ùˆ إيران من الجهة الأخرى، وقد سبق Ùˆ أن كتبت مقالاً Øول السياØØ© النهرية ÙÙŠ العدد 8 وبينت المزايا الكامنة التي يمكن أن تجنيها الدول لو سخرت قدراتها المادية والعلمية لبناء السدود وكري وإزالة الطمي من باطن الأنهر ØŒ لتمكن وسائط النقل من المرور عبرها والتنقل ليس ÙÙŠ دولة واØدة بل ÙÙŠ كل الدول التي تجري الأنهر العابرة للØدود خلالها، وهذه المشاريع تضاهي بمناÙعها الكثيرة المشاريع الأخرى كبناء الطرق السريعة، إنني لا أدعو إلى التركيز على البنى التØتية للأنهر على Øساب المشاريع الأخرى بل أدعو لإعطائها Ù†Ùس الأهمية.
السؤال Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ù‡Ùˆ لماذا نعطي كل هذه الأهمية للأنهر ؟؟. الجواب لا لمنÙعة أو عدة مناÙع ÙØسب بل لأل٠منÙعة ومنÙعة، للأرض والشجر، للطير والØجر، للبلاد والعباد. وسأورد إن شاء الله العديد من الأمثلة ÙÙŠ الأعداد القادمة على هذه المناÙع.
وأختم مقالي هذا بالنداء الأمنية إلى كل المعنيين: لنجعل مسيرة Øياة النهر ÙÙŠ البلد أو البلدان التي يجري Ùيها من المنبع إلى المصب ميسّرة Ù„Øركة وتنقل الإنسان من خلالها صعوداً ونزولاً، ولنسعى أن تكون الØركة السياØية النهرية ÙÙŠ العراق ممكنةً من الÙاو صعوداً إلى منابع نهري دجلة والÙرات، وبالعكس عبر القوارب ومختل٠وسائل النقل النهري وبذلك تعمر وتزدهر جانبي ضÙاÙها بأجمل صور الØياة. ولنا ÙÙŠ نهر الدانوب الذي يجري خلال عدة دول أوربية، وكذلك بقية الأنهر ÙÙŠ أوربا مثالاً على ما يمكن أن يكون الØال والأØوال ما بين دول المنطقة ولتكون هذه الأنهر المشتركة مصدر تواصل وتعار٠واتÙاق بدلاً من التناÙر والتناÙس.
أخيراً أدرج بعض الصور لعلها تكون أكثر تعبيراً من الكلام الذي يكتب Ùˆ يقرأ ÙÙŠ موضوع أهمية الأنهر ÙÙŠ كل مراÙÙ‚ الØياة وعلى رأسها العلاقات الإنسانية. وقد التقطت بتاريخ 25 أبريل /نيسان 2009 وهي تصور المنطقة التي أعيش Ùيها. وكذلك المعرض الذي أقيم بالقرب من Ø£Øد السدود، وأØد الأقÙال التي تمر من خلالها القوارب، وهي كثيرة للمØاÙظة على ارتÙاع مستوى الأنهر لمختل٠الأسباب والمناÙع كما ذكرنا أعلاه، Ùˆ كان عنوان المعرض هو الوقاية من الÙيضانات للمباني والمنشآت، وهذا النشاط الذي يعكس الوجه الصناعي والعلمي والÙني للتعامل والسيطرة والوقاية من الÙيضان بمختل٠السبل والمنتجات Ùضلاً عن نشر المعرÙØ© والتوعية الثقاÙية للجمهور ÙÙŠ هذا الموضوع، هو وجه واØد لمئات الأنشطة الإقتصادية المرتبطة بالأنهر والبنى التØتية والخدماتية المتعلقة بها.
والله ولي التوÙيق.
|