العدد 25
مشروع أكاديمية السياØØ© الإسلامية
مع صدور هذا العدد تكون مجلة السياØØ© الإسلامية قد أكملت مسيرة خمس سنوات، Øققت Ùيها الكثير من الإنجازات، ومنها إصداراتها الأربعة بخمس لغات (اللغة العربية مضاÙا إليها أربع لغات أخرى)ØŒ وهي: العربية/الإنكليزية، العربية/الÙرنسية، العربية/الأسبانية والعربية/الألمانية، والعزم جاري على نشرها بلغات عالمية أخرى. كما تم تكوين موقع ألكتروني والعمل على تطويره جار بدون كلل، وهو ÙŠØتوي على نشرات إخبارية أسبوعية عن السياØØ© العالمية بخمس لغات منÙصلة ÙˆÙيه Ø¢Ùاق استيعابية غير Ù…Øددة تشمل كل دولة من دول العالم باللغات الخمس وكذلك جدول بالمعارض السياØية الدولية، وبالإمكان الإطلاع على إصدارات المجلة للأعداد الماضية وأبواب أخرى ناÙعة لا يسع المجال لشرØها.
وقد أصبØت المجلة معروÙØ© للمعنيين بالسÙر والسياØØ© ÙÙŠ دول القارات الخمس Øيث شاركت وتشارك ÙÙŠ معظم المعارض العالمية المتخصصة بالإضاÙØ© إلى إرسال النشرات الإخبارية بواسطة البريد الألكتروني إلى عشرات الآلا٠من العاملين ÙÙŠ هذا القطاع.
كان السؤال الأول الذي ÙŠØ·Ø±Ø Ù…Ù† قبل كل من يطلع على المجلة لأول مرة، ما هي السياØØ© الإسلامية؟ وكان الجواب كل مرة يأتي مختلÙاً Øسب السائل والمجيب، وكان Ø£Øد الأسئلة ورد ÙÙŠ الإذاعة البريطانية (بي بي سي) باللغة العربية، البث المباشر، قلت أن لا Øدود للسياØØ© ولا Øدود للإسلام ÙÙŠ يومنا هذا.
على ضوء ما جاء أعلاه من النذر اليسير ÙÙŠ تطور أبعاد السياØØ© الإسلامية رأيت أن لا بد لنا من أن نسير ÙÙŠ وضع الأسس العلمية الأكاديمية لقواعد وآÙاق السياØØ© الإسلامية ونجعل من السياØØ© لغة العصر للØوار بين الأمم. لذلك خطرت ÙÙŠ Ùكري ضرورة أن تتبنى السياØØ© الإسلامية مشروع إقامة أكاديمية السياØØ© الإسلامية ويسرني أن أتقدم بهذا المشروع الذي أخترت أن يكون مكانها ÙÙŠ النج٠الأشرÙØŒ عاصمة السياØØ© الدينية ÙÙŠ العراق.
والسؤال الذي لا بد أن يرد هنا هو: ما هي مبررات هذه الأكاديمية؟ وما هي مقوماتها؟ وماذا تدرّس؟ وما هي Ø¢Ùاق المتخرجين من Øيث الأعمال التي تنتظرهم؟ وغيرها من الأسئلة. وللجواب على ذلك نقول: إن من مبررات قيام الأكاديمية هي التنمية الاقتصادية والثقاÙية والعلمية التي تتماشى مع القيم الإسلامية وثرواتها الغنية بالثقاÙØ© والعلوم والآثار والتي نلخصها بالنقاط التالية:
1. Ù…Ùهوم السياØØ© الإسلامية لا يختصر على السياØØ© الدينية بل إنه يشمل كل أنواع السياØØ© باستثناء ما يناÙÙŠ القيم الإسلامية.
2. إن النهضة السياØية العالمية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالنهضة الاقتصادية، وبعدما كانت هي من نتاج الرÙاه الاقتصادي أصبØت السياØØ© وسيلة للرÙاه الاقتصادي تتطلع إليها دول العالم اليوم، Ùلم تعد الصناعة والزراعة هي التي تجذب الاستثمارات الكبيرة كما كانت ÙÙŠ القرن الماضي، Ùنرى اليوم تØولا Ù†ØÙˆ المشروعات السياØية Øيث تخصص مليارات الدولارات والعملات الأخرى لصالØها، ويتجسم ذلك ÙÙŠ دول الخليج التي تنشئ معالم سياØية ضخمة وتنÙÙ‚ الملايين على الترويج السياØÙŠ لجذب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† خارج بلدانها، ولكن هذا النوع من السياØØ© تقليد لغيره مما هو متوÙر وقد لا يدوم ÙÙŠ زخم المناÙسة ÙÙŠ سوق السياØØ© العالمية.
3. إن الأضرØØ© ومقامات الأنبياء والمساجد التاريخية والمزارات هي المادة السياØية الخام ذات الطبيعة النابعة من معتقدات الشعوب الإسلامية والتي يتوجه لها ملايين المسلمين طوال السنة ولا تناÙس بينها Øيث إن لكل منها مقاماً خاصا لدى كل المسلمين أو لكل طائÙØ© منهم، والاستثمارات Ùيها مضمونة المردود وليس مثل غيرها التي سرعان ما يزول الإقبال السياØÙŠ عليها أو ينتقل إلى غيرها.
كي٠نطور هذه السياØØ© الخام ونجعلها تتماشى مع Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹ØµØ±ØŸ
لقد بدأت اشراقات هذه السياØØ© من خلال إصدار مجلتها السياØØ© الإسلامية وزادها إشراقاً موقعها الالكتروني وأخذت أبعاد هاتين المعلمتين الإعلاميتين تØÙز المؤسسات الإعلامية والاقتصادية Ù†ØÙˆ إنشاء المعارض المتخصصة ومØطات التلÙزة وبث البرامج التلÙزيونية ÙÙŠ معظم القنوات لتغطية المواقع والمدن السياØية ناهيك عن تبني الكثير من الدول برامج التنمية السياØية. ولكل ما ورد أعلاه Ùقد جاء الآن دور تأسيس أكاديمية السياØØ© الإسلامية ÙÙŠ النج٠الأشرÙ.
لماذا النج٠الأشرÙØŸ
الجواب على ذلك سهل ميسّر، Ùإن مدينة النج٠Ùيها مقام أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب (ع) ابن عم رسول الله (ص) وزوج بنته الطاهرة (رض) ومن أهل البيت الذين نوّه القرآن الكريم بÙضلهم ومقامهم وأوجب الصلاة عليهم عند كل صلاة على النبي المصطÙÙ‰ الأمين صلى الله عليه وآله وسلّم. وجاء ÙÙŠ الØديث النبوي الشريÙ: "أنا مدينة العلم وعلي بابها". وعلي (ع) هو أبو الأئمة ورمز القيم الإسلامية ويÙد على ضريØÙ‡ الزوار من أقاصي العالم ولو ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ وبنيت البنى المطلوبة لاستقبال الزوار طوال السنة لتصاعدت الأرقام إلى الملايين من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ†ØŒ لهذا لا يوجد بديل للنج٠لإقامة أكاديمية السياØØ© الإسلامية Øيث إن موقعها سيكون بين ثلاث مدن مقدسة وهي كربلاء والنج٠والكوÙØ©. وتØتضن هذه المدن الكثير من مزارات الأولياء الصالØين والمواقع الإسلامية التاريخية منذ انبثاق صدر الإسلام.
وأيضا لأن النج٠عبر تاريخها كانت ولا زالت مركزاً عالمياً للدراسات الإسلامية من لغة ÙˆÙقه وأدب وتاريخ Øتى أنها سبقت الكثير من الجامعات العالمية التي تÙتخر بعراقتها، ÙˆÙÙŠ العقود الأخيرة بدأت الدراسات الأكاديمية الØديثة Ùيها لتسير جنباً إلى جنب مع الدراسات التقليدية المتنامية إلى يومنا هذا. وقد تخرج منها أعلام الÙقه والشعر والأدب الذين توزعوا ÙÙŠ أركان المعمورة.
ما هي المناهج الدراسية للأكاديمية؟
1. تدريس السيرة الذاتية لصاØب Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø£Ùˆ المزار خاصة ما يتعلق بالنواØÙŠ الإيمانية والعلمية والجهادية والإنسانية بعد استخلاصها من أمهات الكتب وعمل ملخص لها من قبل أساتذة متخصصين بالدراسات التاريخية.
2. تدريس تاريخ بناء الأضرØØ© والمزارات ÙÙŠ العالم وأهم مراØÙ„ تطورها والأشخاص أو الجهات التي تبرعت وسعت للقيام بها.
3. تدريس تاريخ إنشاء وتطوير المدن الإسلامية التي نمت نتيجة وجود الأضرØØ© والمقامات والمزارات أو أي مسببات أو مقومات أخرى لعبت دورا Ùيما وصلت إليه ÙÙŠ يومنا هذا.
4. تدريس المواقع السياØية التاريخية والطبيعية والØضارية المنتشرة ÙÙŠ المدن الإسلامية ÙˆØولها.
5. تدريس بØØ« وتØليل مناسبات الزيارات وأوقاتها وما يدور Ùيها من شعائر.
6. تدريس برمجة السÙرات السياØية لتسويق المنتجات السياØية على اختلا٠أنواعها وهذا يتطلب الكثير من الأمور ولا يباشر Ùيه إلا ÙÙŠ السنين الدراسية المنتهية وهناك برامج كمبيوترية معدة لهذه البرامج.
7. تدريس علوم الإرشاد السياØÙŠ للمرشد الذي يصطØب الزوار أو Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ المزارات والمواقع السياØية مع Ø´Ø±Ø ÙˆØ§Ù Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ® المواقع وغيرها من المعلومات التي تؤهل الدارس ÙÙŠ أكاديمية السياØØ©.
8. تدريس الÙندقة بكل Ùروعها.
9. تدريس مادة المجتمع والثقاÙØ© السياØية.
10. تدريس إدارة المطاعم بكل Ùروعها.
11. تدريس السÙر بكل أنواعه ووسائله الدولي والمØلي.
12. تدريس الإعلام السياØÙŠ.
13. تدريس اللغات وأهمها العربية والإنكليزية بالإضاÙØ© إلى اللغة الأم.
14. تدريس مواد سياØية من أجل تدريسها ÙÙŠ المدارس العامة.
15. أي برامج دراسية أخرى تخدم التطور السياØÙŠ.
وكاÙØ© المناهج المذكورة أعلاه لا بد لها أن تساير تكنولوجيا العصر ÙÙŠ الإعداد والتدريس والتطبيق.
الÙرص التي تتيØها الأكاديمية لمزيد من متابعة التدريس العملي له:
· المكتبة المنشأة ÙÙŠ Ù…Øيط الأكاديمية Øيث ستوÙر كل ما يمكن الØصول عليه من الكتب والمجلات والنشرات التي تتعلق بالمواضيع الدراسية وغيرها من Øقول السياØØ© والسÙر وتكون أبوابها Ù…ÙتوØØ© للدارسين والباØثين.
· القسم الإعلامي والانترنيت وأرشي٠الصور الذي سيكون ÙÙŠ Ù…Øيط الأكاديمية وله استقلالية ذاتية.
· المعرض الدولي الدائم الذي سينشأ ÙÙŠ Ù…Øيط الأكاديمية لعرض مختل٠النشاطات والمنتجات السياØية.
· العمل والتدريب ÙÙŠ الÙنادق والمطاعم المنشأة ÙÙŠ Ù…Øيط الأكاديمية وهي بمستوى 4 – 5 نجوم.
· تهيئة الاتصالات مع المدارس والمعاهد والجامعات المتخصصة بالدروس السياØية وإمكانية تبادل الزيارات معها.
· التعاون مع المؤسسات والمنظمات العالمية ÙÙŠ مجال الثقاÙØ© والسياØØ© كمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتØدة ومنظمة الأسيسكو التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة العربية للسياØØ© والمنظمات والمعاهد الأخرى.
· الزيارات الميدانية لمواقع الأضرØØ© والمزارات والمواقع الأثرية والسياØية وكذلك الأنشطة التي تدير عجلة السياØØ© ÙÙŠ المناطق المØيطة مثل مكاتب السÙر والمطاعم والÙنادق والعمل Ùيها بصÙØ© متدربين على Ø£Øدث الطرق التي تتوÙر ÙÙŠ ذلك المØيط ومقارنتها مع المواد الدراسية وما يجري ÙÙŠ العالم.
· إمكانيات أخرى لتنظيم سÙرات سياØية إلى المناطق العراقية والإقليمية للتعر٠على مواقعها وبرامجها السياØية.
أخيرا: ما هي الأعمال التي سو٠يؤهلون لها؟
‌أ- كاÙØ© الأعمال السياØية المباشرة أو المنتجات الداعمة لها.
‌ب- العمل كمرشد سياØÙŠ يراÙÙ‚ المجاميع السياØية ÙˆØتى العائلية أو الشخصية.
‌ج- العمل ÙÙŠ مكاتب السÙر والسياØØ© وإعداد البرامج السياØية.
‌د- العمل ÙÙŠ إدارة الÙنادق والمطاعم التابعة لها وغيرها من المراÙÙ‚ السياØية المتخصصة.
‌ه- الإعلام والبرمجة الألكترونية وغيرها من علوم الØاسبات ÙÙŠ Øقول السياØØ© والسÙر.
‌و- التدريس السياØÙŠ ÙÙŠ المدارس والمعاهد السياØية.
‌ز- كثير من الاختصاصات والأعمال التي تستØدث أو تتطلبها صناعة السياØØ© المØلية والإقليمية والعالمية.
‌Ø- إعداد المعارض ÙˆØضور الدولية منها للتعري٠والتسويق بالمنتجات السياØية.
هذه بعض التصورات التي نقدمها ÙÙŠ هذا الØيز القصير، وهناك تÙاصيل أخرى ربما نعود إليها ÙÙŠ مناسبة قادمة.
والله ولي التوÙيق.
|