العدد 24
Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ© ضمن المناهج الدراسية
خلال زيارتي الأخيرة إلى المملكة المغربية تطوع لإيصالي إلى المطار الصديق الأستاذ Ø£ØÙ…د جمعة وكان يشغل ÙˆØ¸ÙŠÙØ© الخبير الاختصاصي التربوي ÙÙŠ التعليم المهني ÙÙŠ العراق ÙØ¯Ø§Ø± بيننا ØØ¯ÙŠØ« مختصر ØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ©ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ لماذا بعض الدول تتمتع بالإقبال السياØÙŠ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ وأخرى أكثر ثراء ÙÙŠ المعالم والمواقع والأجواء المتنوعة Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© تشهد Ø¹Ø²ÙˆÙØ§ أو كسادا سياØÙŠØ§. اختصر صديقي الأسباب ÙÙŠ عدة كلمات ØÙŠØ« قال:لابد أن تكون هناك Ø«Ù‚Ø§ÙØ© سياØÙŠØ© لكل شعب يتطلع إلى أن يأخذ موقعه ÙÙŠ عوالم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ©. ولم أستجب لهذه الكلمات أو Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بإبعادها ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ØŒ ولكنها أخذت بعد ØÙŠÙ† ØªØªÙØ§Ø¹Ù„ وتتوسع Ø¢ÙØ§Ù‚ها ÙÙŠ ذهني ÙˆØØªÙ‰ ÙÙŠ مضجعي.
نعم Ù†ØÙ† الآن ÙÙŠ القرن Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ والعشرين ØÙŠØ« أخذت أنواع المناهج الدراسية ØªÙØ±Ø¶ على Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ØØªÙ‰ ÙÙŠ سني Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ù†Ø©ØŒ وتتنوع هذه المناهج وتتوسع مع Ù†Ù…ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ إلى آخر مراØÙ„ الدراسة، والبعض إلى آخر العمر، وكل ذلك من أجل Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإنسان، ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© الشعوب تقاس على قدر Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ وتنوعها. والسؤال هو لماذا لا نضي٠درسا آخر لبناء شخصية الإنسان لخيره وخير بلده وذلك بإدخال دروس Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ©ØŒ وتتطور هذه الدروس مع تطور المراØÙ„ الدراسية ØØªÙ‰ تصل إلى درجة الدكتوراه باختصاصات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© لعلوم متطلبات Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ©ØŸ
هل هناك دول تعتمد الدروس السياØÙŠØ© ÙÙŠ مناهج مدارسها؟ وهل هذه الدروس معممة ÙÙŠ مدارسها ولكل المراØÙ„ أو إنها تختصر على مدارس أو مراØÙ„ معينة؟
لابد للمهتمين ÙÙŠ هذا الموضوع أن يقوموا Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« اللازم عن تجارب الدول الأخرى ÙÙŠ هذا الخصوص.
لماذا Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ©ØŸ
لماذا Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ© للوطن وللشعب أو Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ مطلوبة؟ الجواب: Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ© مطلوبة للأمور التالية:
بالنسبة للوطن:
- تساهم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© ÙÙŠ البناء العمراني والاقتصادي للبلدان وإظهار مكوناتها السياØÙŠØ©ØŒ عن طريق التعري٠بالآثار والمواقع السياØÙŠØ© والثقاÙية والدينية والترÙيهية. وكذلك هي ØªØ¯ÙØ¹ بالتنمية الإقليمية لكل بلد إلى الأمام من خلال تطوير مؤهلاته الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، مثل بناه Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ© (طرق ومراÙÙ‚ أساسية متنوعة)ØŒ قطاعاته الاقتصادية ومهنه وصناعته التقليدية، منتجاته الزراعية والغذائية، تجارته، خدماته ÙÙŠ مجال النقل وغيرها من المجالات) وتراثه الثقاÙÙŠ والديني والÙني. وجلب المستثمرين إلى مختل٠مراÙÙ‚ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© والقطاعات Ø§Ù„Ù…ØµØ§ØØ¨Ø© لها. وجلب العملة الصعبة التي تمكن البلدان من القيام بتسديد مشترايتها من الخارج على Ø£ØØ³Ù† وجه.
وبالنسبة للشعب:
- تتطلب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© التعامل مع Ø¶ÙŠÙˆÙ ÙˆØ³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ù„Ø¯ بالصدق والأدب ÙˆØ§Ù„ØªØ±ØØ§Ø¨ لإعطاء الانطباع Ø§Ù„ØØ³Ù† عن Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ أولا وعن بلدانها بشكل عام. وكذلك ØªÙˆÙØ± ÙØ±ØµØ© Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من التعار٠الثقاÙÙŠ ما بين الشعوب والاقتباس من Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØØªÙ‰ من مظاهرهم وسلوكياتهم. ولكن هذا يتطلب خططا ØÙƒÙŠÙ…Ø© Ù„ØÙ…اية بلدانها وشعوبها من أي مسيء إليهما ثقاÙيا أو عقائديا أو أمنيا وغيرها من مساوئ Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø السياØÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø´ÙˆØ§Ø¦ÙŠ الذي لا يراعي الالتزام بالمبادئ والأخلاق الإنسانية السامية ÙˆÙÙŠ مقدمتها القيم التي أتى بها الدين الإسلامي الØÙ†ÙŠÙ. وينبغي العمل على أن ØªÙˆÙØ± لجميع ÙØ¦Ø§Øª المجتمع إمكانيات Ø§Ù„Ø³ÙØ± ÙˆÙÙ‚ شروط مناسبة ماديا ومعنويا وزمنيا.
وبالنسبة Ù„Ù„ÙØ±Ø¯:
- تعتبر المناهج الدراسية لكل المراØÙ„ Ù…ÙØ§ØªÙŠØ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإنسانية، لذا ÙØ¥Ù† إدخال Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© Ùيها مهم Ù„Ù„ÙØ±Ø¯. ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© بدورها مهمة Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ لأنها ØªÙˆÙØ± له عند ازدهارها ÙØ±Øµ العمل والتقدم الوظيÙÙŠØŒ مثل العمل كمرشدين سياØÙŠÙŠÙ†ØŒ وكأساتذة لتدريس المناهج السياØÙŠØ©ØŒ والعمل ÙÙŠ القطاع السياØÙŠ Ø¹Ù…ÙˆÙ…Ø§. وتعلم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© لكل شخص القدرة على كتابة المذكرات وكيÙية أخذ الصور وربما كتابة المقالات السياØÙŠØ© من خلال أجواء المتعة ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ØØ© التي تتهيأ له. وتدرب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الشباب على تØÙ…Ù„ مسؤوليتهم ÙÙŠ تدبير شؤونهم الخاصة ومواجهة الصعاب وتمنØÙ‡Ù… Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø±ØØ¨Ø© للتعار٠مع شباب شعوب أخرى، وهي تساهم بذلك ÙÙŠ بناء شخصية Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ الثقاÙية ÙˆÙØªØ Ø¢ÙØ§Ù‚ تطلعه إلى ما وراء ØØ¯ÙˆØ¯ مدينته وبلده، وتجعله ÙŠØØ³ بأهمية تعلم اللغات ÙˆÙوائدها، ØÙŠØ« إنها تعد Ù…ÙØ§ØªÙŠØ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© السياØÙŠØ©.
ما هي المواد الدراسية Ø§Ù„Ù…ØªÙˆÙØ±Ø© Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© ØŸ
1- مجلة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الإسلامية التي وصلت أعدادها إلى 24 عددا وقد تضمنت مئات المقالات عن بلدان ومواقع Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ØÙˆÙ„ العالم وساهم ÙÙŠ كتابتها العديد من الكتاب المتخصصين.
2- موقع Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الإسلامية الألكتروني الذي ينشر بخمس لغات نشرة إخبارية أسبوعية ÙˆÙيه مواقع لكل بلد من بلدان العالم تتجمع Ùيه الكثير من المعلومات السياØÙŠØ© والمقالات التي تنشر ÙÙŠ المجلة وعلى موقع Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الإسلامية.
3- موسوعات الدول على اختلا٠مضامينها الثقاÙية والأثرية والتراثية وغيرها.
4- Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من الإنتاج الÙني الإعلامي والثقاÙÙŠ والمسرØÙŠ Ø¨Ù…Ø³Ù„Ø³Ù„Ø§ØªÙ‡ المتنوعة التي تعرض على شاشات Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ§Ø² الكثير من الآثار والمواقع السياØÙŠØ©.
5-كتب الكتاب والهواة ØÙˆÙ„ انطباعاتهم عن البلدان التي زاروها.
6- قصص Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وأÙلام مثل السندباد وعلي بابا والبساط الطائر وابن بطوطة وغيرها.
7- المواقع السياØÙŠØ© وآثارها.
8- المتاØÙ.
9- Ø§Ù„Ø£Ø¶Ø±ØØ© والمزارات والمواقع الدينية ومناسبات زياراتها.
10- المتنزهات ومواقع Ø§Ù„ØªØ±ÙˆÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø§ØµØ·ÙŠØ§Ù.
11- المناسبات الدينية والثقاÙية والرياضية .
12- نظم ومقررات المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© العالمية التابعة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وآخر مدونة لها هي آداب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© التي تناولت Ùيها القيم السياØÙŠØ© التي يجب اتباعها من قبل ÙƒØ§ÙØ© المؤسسات العاملة ÙÙŠ ØÙ‚ول Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© وكذلك Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ والمجموعات السياØÙŠØ©.
ومن الصد٠التي واجهتني ÙÙŠ الطائرة المتوجهة من لندن إلى الدار البيضاء وثم مراكش أن كانت هناك مجموعة شباب من الجنسين متوجهين إلى مراكش ÙÙŠ Ø³ÙØ±Ø© مدرسية سياØÙŠØ©ØŒ لا أعلم هل هي ثقاÙية أو ترÙيهية، ولا أعلم هل كان Ø¨ØµØØ¨ØªÙ‡Ù… مدرسين أولا، وما يهمني من أمرهم هو درجة الإزعاج الذي سببه بعضهم لي ولمن ØÙˆÙ„هم من Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† بالتكلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø±Ø¨Ø¯Ø© بصوت عال، ولمدد طويلة قد تصل إلى الساعتين، وهم ÙÙŠ المقاعد المباشرة خلÙÙŠØŒ مما اضطرني أن أقوم وأقول لهم بأنهم أزعجونا أي إزعاج وقلت لهم بكل أدب وابتسامة: كان لابد لمدرستكم أن تعطيكم دروسا بآداب وقيم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© قبل أن تنطلقوا ÙÙŠ Ø³ÙØ±ØªÙƒÙ… هذه، ولم ينطقوا بأي كلمة، وتمت بقية Ø§Ù„Ø³ÙØ±Ø© أكثر هدوءا وسلاما.
إن هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« قد أقنعني بأن لابد لي وأن أخوض ÙÙŠ موضوع Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© من أوسع أبوابها من المهد إلى Ø§Ù„Ù„ØØ¯ØŒ ومنها التأكيد على إقامة "أكاديمية Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الإسلامية" لعلها تتمكن من وضع الأسس الصØÙŠØØ© Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© وآداب وقيم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© العالمية الملتزمة التي وصل بعضها اليوم إلى أقصى درجات الانÙلات، مما أثر على قيمها الإنسانية التي تجسمت ÙÙŠ الآية القرآنية الكريمة: {يَا أَيّÙهَا النَّاس٠إÙنَّا خَلَقْنَاكÙÙ… مّÙÙ† ذَكَر٠وَأÙنثَى وَجَعَلْنَاكÙمْ Ø´ÙØ¹Ùوباً وَقَبَائÙÙ„ÙŽ Ù„ÙØªÙŽØ¹ÙŽØ§Ø±ÙŽÙÙوا Ø¥Ùنَّ أَكْرَمَكÙمْ عÙندَ اللَّه٠أَتْقَاكÙمْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ عَلÙيمٌ خَبÙيرٌ} (سورة Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª/13)
نأمل أن تكون أجيالنا القادمة أكثر Ø«Ù‚Ø§ÙØ© ÙÙŠ عوالم Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ©ØŒ ØÙŠØ« إن Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© هي الجسر الموصل ما بين الشعوب.
والله ولي التوÙيق
|