العدد 23
السياØØ© الإسلامية لمن؟
منذ أن استقر رأينا على إصدار منبر إعلامي متميز يهتم بإØدى المجالات الØيوية ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقاÙية تØت عنوان "السياØØ© الإسلامية" وشاءت الأقدار أن يتزامن ذلك مع Ø£Øداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتØدة الأمريكية، وما ترتب عنها من إسقاطات وتهم باطلة على الدين الإسلامي الØني٠وعلى الأمة الإسلامية كاÙØ©ØŒ والأسئلة تتقاطر Øول ماهية وغاية وأهدا٠هذا المنبر.
ويتجدد هذا السؤال كلما تأزمت الأوضاع السياسية والأمنية الدولية بÙعل السياسة الهيمنوية للقوى الغربية وخاصة سياسة الولايات المتØدة الأمريكية التي صنÙت عددا من الدول والقوى السياسية الإسلامية ضمن "قوى الشر" التي تعمل على Ù…Øاربتها وقد بلغ بها الأمر إلى Øد المطابقة المغرضة بين الإسلام والإرهاب.
ÙˆÙŠØ·Ø±Ø ÙƒØ°Ù„Ùƒ كلما ازداد اهتمام الناس ÙÙŠ مشارق الأرض ومغاربها بإصدارات "السياØØ© الإسلامية" وبالإشعاع الذي تØققه بالخصوص من خلال Øضورها المميز ومساهمتها الÙعّالة ÙÙŠ المعارض السياØية المتخصصة والمؤتمرات والمنتديات الدولية، وأيضا كلما اتسع انتشارها وإشعاعها عبر تزايد لغاتها Øيث تطبع المجلة اليوم بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والألمانية والÙرنسية والأسبانية، ولها موقع ألكتروني يبث أسبوعيا نشرات إخبارية باللغات الخمس المذكورة أعلاه. وكذلك كلما انتشرت "السياØØ© الإسلامية" ÙÙŠ أوساط الباØثين والمثقÙين والمسؤولين السياØيين والاقتصاديين والإعلاميين وغيرهم.
لابد لنا أن نجيب ولو لأكثر من مرة على مختل٠الأسئلة والتساؤلات المطروØØ© علينا وعلامات الØيرة الصامتة التي تظهر على وجوه الذين يطلعون على المجلة لأول مرة.
بما أننا نعيش عصر السرعة Ùلابد أن يكون الجواب سريعا ومختصرا ومعبرا والجواب هو:
"السياØØ© الإسلامية تشمل كل أنواع السياØØ© الملتزمة بالقيم الأخلاقية والإنسانية والعائلية النبيلة وآدابها والتي نجد أسمى تجلياتها ÙÙŠ تعاليم ديننا الإسلامي الØنيÙ"
لابد لهذه الكلمات من تعري٠وتÙسير ÙˆØ¥ÙŠØ¶Ø§Ø . والتعري٠هو كالتالي:
1/ "السياØØ© الإسلامية" هي مجلة وموقع إلكتروني ومواد إعلامية أخرى تنتجها شركة دار النشر والاستشارات التكنولوجية المؤسسة ÙÙŠ انجلترا سنة 1983 TCPH LTD.
2/ إنها منبر إعلامي ذو بعد دولي متميز ومتخصص ÙÙŠ كل ما له صلة بعالم السياØØ©ØŒ إذ يعمل بطريقة مهنية على تغطية Ùعاليات المعارض والمؤتمرات الجهوية والدولية وعلى تقديم مواد إخبارية وتقارير عن كل ما تشهده الساØØ© السياØية الدولية من Ø£Øداث وإنجازات ومستجدات، مع اهتمام خاص بالسياØØ© الأخلاقية والØضارية مثل السياØØ© التراثية وسياØØ© المناسك الدينية والتي أخذت تنتشر بÙضل الوعي الجديد الذي بعثته "السياØØ© الإسلامية" التي كانت رائدة ÙÙŠ تسليط الأضواء عليها وللآÙاق الواعدة التي استشرÙت معالمها والتي من شأنها أن تعود بالنÙع على اقتصاديات وأهالي البلاد الإسلامية.
أما لماذا السياØØ© الإسلامية؟ ÙتÙسيره كما يلي:
إن طبيعة تكويني المهني الصناعي الاقتصادي والتي تكونت نتيجة للعمل والسÙر والمتابعات العلمية خلال زياراتي إلى المعارض الدولية والجولات السياØية التي كنت أقوم بها عبر ستين عاما والتي كانت أولاها سنة 1947 إلى كل من سوريا ولبنان. واستمرت هذه الجولات إلى يومنا هذا بÙضل الله سبØانه وتعالى، Ùأعطتني Øسا عمليا ÙÙŠ مواقع التطور والÙرص الاقتصادية الكامنة ÙÙŠ كل قطاع من قطاعات الØياة وعلومها، وكانت ÙƒÙØ© الإيمان والإنسانية هي الغالبة ÙÙŠ تÙكيري وعملي وعلاقاتي مع الآخرين.
من هذه المنطلقات وجدت أن هناك طاقات وثروات سياØية تراثية مطمورة تØت غبار الزمان والمكان وهي الآثار الإسلامية التي هي آثار الإنسانية وملك لها، لو جليت وسلطت الأضواء عليها لأصبØت مركز إشعاع Øضاري يعود Ù†Ùعه على شعوب بلدانها وعلى القطاع السياØÙŠ العالمي.
ووجدت أن الكثير من الدول بدأت تشعر بأهمية السياØØ© لإنعاش اقتصادياتها ورÙع مستوى شعوبها Øيث أخذت تنشئ المواقع والمراÙÙ‚ السياØية وتصر٠من أجل إقامتها والإعلان عنها الملايين بل المليارات، ونسبة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ø±Ø¯ÙˆØ¯ الاقتصادي غير مضمونين لمختل٠الأسباب، منها: التصميم، التنÙيذ، البيئة، المناÙسة، الأمن، السياسة أوالتقليد لأنماط السياØات المنتشرة ÙÙŠ بلدان أخرى مما تجلب لها نتائج غير مرضية اجتماعيا وأخلاقيا وأمنيا وغيرها من مساوئ السياØØ© غير المنسجمة مع قيم وتقاليد بلدانها مما يؤدي إلى انØدار ÙÙŠ القيم السياØية Ùيها. وقد أخذت قيم السياØØ© بالانØدار على المستوى العالمي إلى مستويات لا تتقبلها القيم الإنسانية ÙÙŠ أي ركن من أركان المعمورة.
ونتيجة لهذا الشعور، وخلÙيتي الدينية، وجدت أن هناك طاقات سياØية متØركة لا تضاهيها أي Øركة سÙر أوسياØØ© لا ÙÙŠ Øجمها ولا ÙÙŠ ديمومتها ولا ÙÙŠ شهرتها ولا ÙÙŠ عموميتها لكل الأعمار والمستويات وهي نابعة من إيمان كل مسلم أينما وجد وكل ما مطلوب هو تطوير هذه السياØØ© لكي تكون أداة ثراء وإثراء للØضارة والسلام بين الشعوب.
ما هي هذه السياØة؟
الجواب هي السياØØ© الدينية والزيارات إلى مواقعها خلال مناسباتها طوال أيام السنة وعبر السنين. وهل تعني هذه السياØØ© السياØØ© الإسلامية ØŸ الجواب: بالتأكيد لا، بل هي جزء مهم منها، Øيث إن السياØØ© الإسلامية هي أشمل وأوسع من أن تØدد بمÙهوم واØد أو اثنين. إنها تشمل كل أنواع السياØØ© العائلية الملتزمة بالتعاليم الدينية من جهة وكذا سياØات اكتشا٠الآثار والØضارات القديمة والØديثة وزيارة المدن والدول للاطلاع على معالمها وللاستجمام والعلاجات الصØية ÙˆÙ„Ù„ØªØ±ÙˆÙŠØ Ø¹Ù† النÙس المتعبة من Øياة العمل وروتينه والاقتصاد والمؤتمرات والمعارض والاجتماعات الأخرى والرياضة بكل أنواعها، وأمور أخرى.
ويجد هذا المÙهوم، إلى Øد ما، تجسيدا له ÙÙŠ بعض من Ùقرات "المدونة العالمية لآداب السياØØ©" الصادرة عن مؤتمر المنظمة العالمية للسياØØ© بتاريخ 1/10 /1999 وقراراتها السابقة واللاØقة، وهي Ø¥Øدى منظمات الأمم المتØدة.
وتندرج السياØØ© من الوجهة الإسلامية ضمن المنظور العام للسياØØ© الØضارية والتضامنية المبنية على الركائز الأساسية التالية:
1- اØترام القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة التي تØÙظ للإنسان كرامته وعزته.
2- اØترام البيئة الطبيعية والمجتمعية.
3- دعم التضامن الاجتماعي بالسهر على أن يستÙيد السكان المØليون من النشاط السياØÙŠ.
4- العمل على أن يتمتع الجميع بالØÙ‚ ÙÙŠ السياØØ© وذلك من خلال خدمات بأثمان مناسبة لمختل٠الÙئات الاجتماعية.
5 - اØترام الملتزمين من العوائل التي تريد أن تØاÙظ على قيمها وقيم تربية أولادها من مختل٠الأديان والشعوب.
6 - اØترام الملتزمين بالقيم الإسلامية التي تØرم بعض ما Øللته المجتمعات السائرة بمÙاهيم الØرية والديمقراطية بدون Øدود أو ضوابط .
من هذا المنظور قد تكون السياØØ©ØŒ بما تÙسØÙ‡ من Ùرص للاتصال والتعار٠بين الناس من مختل٠الأجناس والأديان والثقاÙات، قوة Ùعالة من شأنها تعزيز التقارب والتÙاهم والسلام بين شعوب العالم وليس Ùقط بين أغنيائه.
ماهي متطلبات السياØØ© الإسلامية؟
تتطلب الإجابة دراسة وتØليل متطلبات هذه السياØØ© التي تمتد جذورها لقرون عديدة، والعمل على رÙع مستوى الأداء Ùيها لكي يزداد الإقبال عليها من قبل كاÙØ© طبقات المجتمعات التي تتوق إلى أنواع السياØØ© الملتزمة التي تؤدي دورها ÙˆÙÙ‚ القيم الإنسانية وآدابها ÙÙŠ التعار٠ما بين الشعوب والأمم. وتتطلب بناء البنى التØتية من وسائط السÙر والÙنادق والمطاعم والملتزمة بأخلاقيات وقيم السياØØ© العائلية والإسلامية وآدابها. كما تتطلب إعداد برامج سÙر وتجول للمناطق التي تروم تسويق منتجاتها المتنوعة ÙˆÙÙ‚ ماجاء أعلاه وخاصة مدن ومواقع المزارات والمناسبات الدينية والتاريخية وغيرها.
دور المنظمات الدولية
هناك العديد من المنظمات الدولية والإقليمية التي من شانها أن تلعب دورا Ùعالا ÙÙŠ تنمية وتوسيع السياØØ© بمÙهومها الØضاري النبيل، نذكر من بينها:
· منظمة السياØØ© العالمية، مدونة آداب السياØØ©
www.world-tourism.org
· منظمة اليونسكو
www.unesco.org
· منظمة الإيسيسكو
www.isesco.org
· منظمة المؤتمر الإسلامي
www.oic-oci.org
· الجامعة العربية
www.arableagueonline.org
· المنظمات الإقليمية الأخرى
لكل ما جاء أعلاه هل تتطلب مسألة إعداد الدراسات والأبØاث الميدانية والتاريخية والاجتماعية تأسيس أكاديمية خاصة بالسياØØ© الإسلامية؟ لنا عودة لمتابعة الموضوع والمستقبل سيجيب على ذلك.
والله ولي التوÙيق
عبد الصاØب الشاكري |