العدد 11
السياØـة الإسلامـيـة: أيـن موقـعها من خارطة السياØØ© العالمية؟
أين موقع السياØØ© الإسلامية؟ هذا السؤال أخذ ÙÙŠ الآونة الأخيرة يتردد ÙÙŠ ذهني كثيراً، Ùبعد ما يزيد على ثلاث سنوات من العمل الجاد والمرهق، وبعد صدور عشرة أعداد من مجلة السياØØ© الإسلامية، وبعد تكوين الموقع الالكتروني ونشرته الأسبوعية "الأخبار السياØية"ØŒ وبعد Øضور عشرات المعارض الدولية السياØية ÙÙŠ الأقطار الأوروبية والعربية والإسلامية وغيرها والقيام بتوزيع المجلة خلالها ومقابلة الشخصيات المهمة التي تعنى بالسياØØ©ØŒ وبعد الاستثمار ÙÙŠ Ø£Ùضل الأجهزة الالكترونية المتطورة، وكذلك مشاركة الكثير من الكÙاءات ÙÙŠ التØرير والإنتاج باللغتين العربية والإنجليزية والمتابعات وغيرها من التÙاصيل التي لا مجال لشرØها، بعد كل ذلك لابد أن نعود إلى السؤال الذي بدأنا به:
"أين موقع "السياØØ© الإسلامية" على خارطة السياØØ© العالمية؟ وهل طرØت Ù†Ùسها أمام كل مسؤول ÙÙŠ عالم السياØØ© كمشروع يستØÙ‚ التأمل والعمل؟
ما هو المقصود من هذا السؤال؟ هل المقصود هو موقع السياØØ© الإسلامية من عالم الإعلام كمجلة وموقع على شبكة المعلومات الألكترونية؟
أم المقصود الØركة السياØية على اختلا٠أشكالها وآÙاقها باعتبارها منتجات سياØية تدور مع دوران عجلة الصناعة السياØية عبر العالم؟
الإجابة على الشق الأول من السؤال لا تتطلب أي جهد Øيث إن المجلة وموقعها الإخباري يتØدثان عن Ù†Ùسيهما ÙÙŠ كل إصدار ÙˆÙÙŠ كل نشرة إخبارية الكترونية ÙˆÙÙŠ كل صÙØØ© من موقعها الالكتروني، سواء كان ذلك ÙÙŠ صÙØتها الرئيسية الإخبارية، أو ÙÙŠ صÙØات البلدان، وهي الصÙØات الآخذة ÙÙŠ التطور يوما بعد يوم. لقد سعت "السياØØ© الإسلامية" للمشاركة ÙÙŠ الكثير من النشاطات السياØية ÙÙŠ العالم وكتبت عنها. والمراجع للنشرتين الإخباريتين على الموقع الألكتروني يجد كمّا هائلا من الأخبار والتقارير. لقد أصبØت السياØØ© الإسلامية، كمجلة وموقع، معروÙØ© للأوساط العربية والإسلامية والعالمية. ونØÙ† واثقون من واقعها الØالي ونأمل الكثير من مستقبلها.
والمشكلة تكمن ÙÙŠ الشق الثاني من سؤال "أين موقع السياØØ© الإسلامية؟"وهو المعني ÙÙŠ بØثنا هذا. كان Øضور مجلة السياØØ© الإسلامية ÙÙŠ معارض السÙر والسياØØ© العالمية Øدث لا يستهان به من Øيث طبيعة هذه الصناعة المتعار٠عليها عالميا، خصوصا ÙÙŠ ظلّ الظرو٠الأمنية التي تمر بالعالم والتي تØاول بعض الأجهزة الإعلامية لصقها بالإسلام. ونتيجة لهذا الØضور المكث٠برز أل٠سؤال وسؤال Øول السياØØ© الإسلامية التي ÙتØت Ø¢Ùاقا جديدة ÙÙŠ عوالم السياØØ© النوعية Øيث صناع السياØØ© يبØثون عن كل منتج سياØÙŠ جديد لغرض تطوير وتوسيع أعمالهم. والأمر لا يتعلق بالمجلة وإنما بمشروع سياØØ© إسلامية قادرة على Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ø±Ø§Ù…Ø¬ والمناÙسة ÙÙŠ سوق عالمي مزدØÙ… بالبرامج والمشاريع. وهذا الجانب يبدو مخيّبا للآمال، Ùمن المؤس٠أن تكون المنتجات السياØية الإسلامية غائبة عن الساØØ© الدولية، وتكاد لا تجد لها Øضورا ÙÙŠ المعارض التي تبرز Ùيها كل أنواع المنتجات السياØية. والمعارض السياØية تزدØÙ… بكل أنواع السياØØ©ØŒ Øتى الغريب منها، Øتى تلك التي لا يوجد تأييد أخلاقي أو ديني لها، وقد نظمت لها برامج خاصة.
أما السياØØ© الإسلامية التي يدور Ùيها ملايين المسلمين Øول العالم والمتمثلة ÙÙŠ الØج والعمرة وزيارات العتبات المقدسة ÙÙŠ العراق، مثل كربلاء والنج٠وبقية المدن العراقية، وغيرها من المدن الأخرى ÙÙŠ العالم الإسلامي والتي ÙŠØتÙÙ„ بها الملايين من المسلمين Ùإن مما يؤلم النÙس هو تخلÙها عن سياق السياØØ© العالمية، Ùهي تÙتقر إلى الخطط السياØية والبرامج والوسائل الإعلامية الواضØØ©ØŒ مثل النشرات الإعلامية، الØضور على شبكة الإنترنت، تنظيم الرØلات المختصة والمتضمنة لكل٠مØددة، وتØويلها من الطابع الÙردي إلى الطابع المؤسساتي. ولابد لمسؤولي السياØØ© الإسلامية والعاملين ÙÙŠ Øقول السياØØ© من وقÙØ© تأمل للإجابة على الأسئلة التالية:
1- أين موقع السياØØ© الإسلامية من خارطة السياØØ© العالمية؟
2- أين هي المنتجات السياØية الإسلامية المنظمة والمبرمجة والتي تلبي متطلبات ملايين المسلمين ÙÙŠ العالم لعرضها وتسويقها ÙÙŠ المعارض الدولية لتنتقل بدورها إلى الشركات السياØية ومكاتب السÙر والسياØة؟
3- ما هي المنتجات السياØية النابعة من تراثنا ومعتقداتنا وتوجهات شعوبنا؟
4- أين هي شركات ومكاتب ومنظمو سÙرات الØج والعمرة وزيارات العتبات المقدسة المنتشرين ÙÙŠ أنØاء المعمورة؟ لماذا لم يبرمجوا سÙراتهم ولماذا لم يعلنوا عن أنÙسهم ويكون لهم Øضورهم الÙعال ÙÙŠ المعارض الدولية والإعلام الدولي؟
5-ولماذا لا يتوجه وزراء السياØØ© ومسؤولوها لمساعدة ودعم جهود المبادرين ÙÙŠ تسويق البرامج السياØية الإسلامية الكثيرة والجديدة ÙÙŠ سوق السياØØ© والسÙر العالمية بدلا من الذهاب إلى المعارض الدولية لتسويق منتجات مقلدة عن منتجات غربية وهم ÙÙŠ ذلك كالذي يبيع الماء ÙÙŠ Øارة السقائين؟
إن زيارة سريعة إلى وكالة من وكالات السÙر الغربية، أو ÙÙŠ الدول المتقدمة عموما، تطلعك على عشرات السÙرات المنظمة التي يطلق عليها ÙÙŠ الغرب "باكج ديل". تكون السÙرة ذات برنامج منظم ومØسوب بالأيام والساعات، ويكون Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø¹Ø§Ø±Ùا بما يصبو إليه ومدى تØقيق البرنامج لطموØاته، ومواعيد Øلّه وترØاله. وتنشر هذه البرامج على الجمهور، ÙÙŠ شكل نشرات جميلة توزع مجانا ÙÙŠ الوكالة ذاتها ÙˆÙÙŠ أسواق السÙر العالمية والمعارض السياØية.
وقارن ذلك بما هو موجود عندنا، ترى ÙÙŠ الغالب أن الوكالات السياØية الإسلامية لا تØسن عرض منتجاتها السياØية، ولا تهتم بإبرازها إلى الجمهور المØلي والعالمي، كما أنها لا تراعي تنظيم جداول زمنية للسÙرات أو أنها لا تبدي تقيدا بهذه البرامج. وهناك سياØØ© دينية، Ùهناك وكالات للØج والعمرة والزيارات ولكن نطاق عملها Ùردي وغير منظم ومØدود من Øيث Ùائدته الثقاÙية والدينية.
Ùلابد إذن من القيام بتوÙير البرامج السياØية الإسلامية، وتوÙير الأدلاء المثقÙين ممن يعرÙون المواقع الأثرية جغراÙية وتاريخا، ومن القادرين على التخاطب بأكثر من لغة. ومن الضروري الدعاية لهذه البرامج عن طريق الوسائل الØديثة، مثل الإنترنت، والمعارض السياØية العالمية.
ونØÙ† واثقون أنه إذا لم تبادر الجهات المعنية ببلورة ما جاء أعلاه وتنهض بإبراز المنتجات السياØية الإسلامية بصورة منظمة ومتطورة، Ùسو٠تأتي شركات السياØØ© العالمية لأخذها والإنطلاق بها. وهكذا نرى الآن الكثير من البنوك العالمية تسوق منتجاتها ÙÙŠ Øقول التعامل بأموال المسلمين بدون ربا، وكذلك الشركات الكبرى ذات الأقسام المتعددة التي تعمل على تسويق المواد الغذائية بالإعلان عن تلبية طلبات زبائنها من اللØÙ… الØلال، وغيرها من المنتجات التي تتوÙر Ùيها الشروط الإسلامية كمنتج مستقل جنبا إلى جنب مع المنتجات الأخرى التي تسوقها لعموم الناس.
ولرب قائل يقول: كي٠نسوّق منتجاتنا السياØية الإسلامية ونØÙ† نواجه هذه الØملة التخريبية من قبل جهات متطرÙØ© وهي Øملة مرÙوضة ÙˆÙÙ‚ كل المعايير والقيم الإنسانية، وكذلك نواجه Øملة إعلامية تضخم هذه الأØداث. والهد٠هو شل Øركة الواقع والØياة، ولكن الØياة تسير بكل همة ونشاط ولا يعيق تØركها أي Øادث مهما بلغت درجة بشاعته. ولابد للØكومات من أن تتخذ كاÙØ© الاØتياطات لمنع Øدوث عمليات التخريب مثل ما Øدث مؤخرا ÙÙŠ كل من كربلاء وبغداد يوم عاشوراء وما Øدث ÙÙŠ مدريد ÙÙŠ أسبانيا بشرط ألا تكون هذه الاØتياطات قرارات عامة تشل Øركة السياØØ© والسÙر مابين الدول، وخاصة المتجاورة منها، أو منع سÙر مواطنيها إلى دولة أو دول معينة، أو Ùرض قيود مشددة على السÙر، مثل الØصول على الÙيزة والإجراءات الأخرى التي تØد من السÙر بين الدول ذات Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø´ØªØ±ÙƒØ©ØŒ ومنها السياØØ©.
وعلى الØكومات أن تتمثل بشعوبها، وكي٠أنها استطاعت تجاوز المØÙ† والاستمرار ÙÙŠ Øياتها اليومية العادية بالرغم مما يواجهها من أنواع الكوارث والمØن، وذلك باجتناب اتخاذ القرارات الزجرية العامة، وإلغائها إن Øصلت، لتدع الشعوب تتعايش مع بعضها Øتى وإن Øدث ما يعكّر أمنها وصÙاء Øياتها من قبل Ø£Ùراد أو مجموعات خارجة عن القانون.
Ùلنجعل أرقام السÙر والسياØØ© ما بين شعوب المعمورة هي المقياس الذي تتبارى الشعوب ÙˆØكوماتها على نيل Ø£Ùضلها.
وأخيرا لابد من الإشارة ÙÙŠ مجال الإجابة على السؤال الذي Ø·Ø±Ø ÙÙŠ بداية هذا المقال، إلى أن مجلة السياØØ© الإسلامية وموقعها على الانترنت، قادران ومؤهلان للقيام بالمساعدة ÙÙŠ بلورة برامج السياØØ© الإسلامية ÙˆÙÙ‚ ما ورد أعلاه، Ùبادر بالاتصال بها لتنسيق الجهود لإخراج المنتجات السياØية الإسلامية المنظمة وعرضها ÙÙŠ الأسواق العالمية عبر المعارض والشركات السياØية ومكاتب السÙر المنتشرة ÙÙŠ أنØاء المعمورة.
والله ولي التوÙيق..... |